الاستثمار في الاستدامة – المفتاح لنجاح مستند إلى التنمية على المدى الطويل
كلمة خلف أحمد الحبتور، رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور
مؤتمر فايننشال تايمز عن الأعمال العائلية
21 مارس 2017
فندق سانت ريجيس دبي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أودّ بدايةً أن أرحّب بكم جميعاً في هذا الطقس الماطر، لقد أُنعِم علينا اليوم بالمطر. عند رؤية المطر يهطل، نستمدّ جرعة من الطاقة والأمل للتنفيس عن الضغوط التي نعاني منها أحياناً. أعرف أشخاصاً كثراً لا يحبّون المطر، أما نحن فنحبه كثيراً.
أودّ أن أرحّب بكم جميعاً، الأشخاص القادمين من الخارج وأولئك الذين يعيشون في هذه البلاد الجميلة. أرحّب بكم في أرض الفرص وفي الملاذ الآمن في هذا العالم. هكذا أنظر إلى الإمارات، وقد تبيّن مع مرور الوقت أن نظرتي هذه صحيحة، كانت الإمارات وستبقى أرض الفرص وملاذاً آمناً.
سأبدأ أولاً بالحديث عن بلدي، الإمارات العربية المتحدة. إنها المكان الأنسب للاستثمار، لا سيما في هذه الأزمنة. إنها المكان الأنسب للاستثمارات المحمية، المحمية من كل شيء دون استثناء. ففي بلادنا، يُفيد المستثمرون من الإعفاء من الضريبة، ويحصلون على الدعم من الدوائر الحكومية. تبادر هذه الدوائر إلى اتخاذ الخطوات اللازمة سريعاً لدعم كل من يستثمر في هذه البلاد. والعائدات التي يحقّقها المستثمرون هنا أعلى منها في أي مكان آخر في العالم. لقد اختبرت ذلك بنفسي، استثمرت في الخارج، وأدركت أن العائدات في الإمارات أعلى منها في أي مكان آخر في العالم. فحكومتنا لا تتوانى عن تأمين التسهيلات اللازمة، وهذا ينطبق على مختلف الدوائر الحكومية، وأخصّ بالذكر دبي حيث يسهّلون المعاملات وينجزونها على وجه السرعة. يمكنكم الحصول على الترخيص في غضون دقائق معدودة، كما يمكنكم الاتصال بمدير الدائرة وسوف يبادرون إلى اتخاذ قرار وحسم المسألة على الفور. لا يحدث هذا في أي مكان آخر في العالم، يحدث فقط في الإمارات العربية المتحدة وفي دبي.
تستثمر مجموعة الحبتور في مشاريع عدة هنا وفي الخارج. لقد عملنا خلال عامَين ونصف العام على بناء مجمع الحبتور سيتي الذي يضم ثلاثة فنادق، سانت ريجيس دبي، ودبليو دبي-الحبتور سيتي، وويستن دبي، الحبتور سيتي، والمسرح المائي الأكثر تطوراً في العالم، الذي سيفتح أبوابه قريباً ويتفوّق في تقنياته على مسارح لاس فيغاس. ويضم المجمع أيضاً ثلاثة أبراج سكنية مؤلّفة من نحو 1500 شقة بينها شقق بنتهاوس. قلب دبي يقع هنا، حيث تجلسون الآن، على ضفاف قناة دبي المائية. ولمعلوماتكم، نبيع الآن الشقق في واحد من المباني السكنية.
لقد انتهينا للتو من بناء فندق متروبوليتان دبي، فضلاً عن مجمع من الفيلات. كما ننتهي قريباً من تشييد منتجع ونادي الحبتور بولو، وهو أول منتجع سانت ريجيس للبولو في العالم. يبدو المنتجع وكأنه من خارج هذا العالم.
أقول هذا كله لأنني أؤمن بهذا البلد، لديّ ثقة كبيرة به. أثق بالاستثمار في هذا البلد، نظراً لما يتمتع به من أمان وشفافية. وفي مجموعة الحبتور الشفافية ميزة أساسية.
تنمو مجموعة الحبتور مع الإمارات العربية المتحدة، ونعمل بالتوازي مع حكومتنا، لأننا، نحن مالكي المجموعة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى جميع المستثمرين الآخرين أو رجال الأعمال، لا يمكننا أن ننجز شيئاً من دون حكومتنا. نعمل يداً بيد مع الحكومة هنا. والحكومة تحتاج إلينا، تحتاج إلينا من أجل العمل معاً. من دوننا ومن دونهم، لا يمكننا تحقيق أي شيء على الإطلاق. علينا أن نرص صفوفنا ونعمل معاً كي تتكلّل جهودنا ومخططاتنا بالنجاح وتؤتي بثمارها. التنسيق أمر مهم، وحمداً لله تسير كل الأمور على ما يرام.
ثمة مسألة أرغب في التطرق إليها، وترتدي أهمية كبيرة في مختلف أنحاء العالم. في زيارتي الأخيرة إلى واشنطن، ألقيت كلمة بصفة متحدث أساسي أمام أكثر من ألف شخص من صنّاع القرار في المؤتمر السنوي الرابع والعشرين لصنّاع السياسات العرب-الأمريكيين. كان هناك بين الحضور عدد كبير من الشخصيات المهمة من الحكومة الأمريكية. وقد تحدّثت عن موضوع التخفيف من وطأة الفقر. في رأيي، يجب أن تكون مكافحة الفقر أولوية في عالمنا. يمكننا أن نكافح الفقر عبر التفكير معاً وطرح المسألة على طاولة النقاش. لا بأس إذا فشلنا في المرة الأولى والثانية، المهم ألا نستسلم أبداً. يجب أن نستمر في تحفيز الآخرين وقرع أبوابهم من أجل التلاقي ومناقشة السبل التي تتيح مساعدة الفقراء. يؤدّي الفقر إلى تفشّي الإرهاب والمخدرات وما إلى هنالك. لذلك أدعو في هذا اللقاء العظيم صحيفة "فايننشال تايمز" وسواها من المنابر المماثلة، وجميع المسؤولين في هذا المجال، إلى أخذ هذه القضية على عاتقهم واتخاذ خطوات للسير بها نحو الأمام. وأنا مستعد شخصياً للسفر إلى أي مكان في العالم من أجل المشاركة في طاولات مستديرة أو اجتماعات أو مؤتمرات لاتخاذ قرارات في هذا الصدد.
أشكركم جميعاً، وأتوجّه خاصةً بالشكر إلى سعادة سامي القمزي على العمل الرائع الذي يقوم به من أجل هذه البلاد من خلال دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، والشكر أيضاً للدوائر الأخرى في حكومة دبي.
شكراً جزيلاً.