مقدمة: القرن الحالي هو قرن الاختراع والابتكار، غير أن الهوة تزداد اتساعاً بين الأغنياء والفقراء. ليس الأشخاص الذين يعانون من الحرمان الشديد على قائمة الأولويات.
-
البنك الدولي يقدّر أن نحو 385 مليون طفل يعيشون في "الفقر المدقع" (أقل من 1.95 دولار في اليوم).
-
بحسب اليونيسيف، يتسبب الفقر بوفاة 22000 طفل يومياً "في بعض القرى الأشد فقراً في العالم".
-
برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) يقول إن 1.6 مليار كائن بشري يعيشون في "مأوى غير مناسب". مئات الملايين محرومون من المياه النظيفة أو الشروط الصحية المناسبة.
-
نحو نصف سكان العالم يعيشون دون خط الفقر (يختلف هذا الخط من بلد إلى آخر)، بما في ذلك 4.5 في المئة من الأميركيين، و33 في المئة من البريطانيين، و20 في المئة من اليونانيين، و23 في المئة من الهنود، و27 في المئة من المصريين.
حان الوقت لوضع محنة العائلات المعوزة في رأس جداول أعمال الحكومات، جميع الحكومات من دون استثناء، ليس فقط لأن ترك السكان في براثن المشقات الشديدة والبؤس هو ذروة الفساد الأخلاقي وإساءة إلى جوهر كل الأديان، إنما أيضاً من أجل جعل عالمنا أكثر أماناً لنا جميعاً. إيجاد الحلول ليس مستحيلاً، شرط توافر الإرادة مقرونةً بالفكر الإبداعي.
التداعيات المباشرة للفقر:
-
شظف العيش من دون توافر الاحتياجات الأساسية وفي ظل انعدام الأمل يولّد:
-
التململ الاجتماعي/الاحتجاجات العنيفة
-
العنف المنزلي
-
هجر الأولاد
-
عمالة الأطفال
-
الإجرام
-
هشاشة متزايدة تجاه إدمان المخدرات/الكحول
-
صحة عقلية وجسدية سيئة
-
التسوّل
-
العبودية
-
صيد الأنواع المهددة بالانقراض
-
القضاء على مَواطن الحياة البرية
-
أعباء على الموازنات المالية مرتبطة بالرعاية الاجتماعية والتخلّف عن تسديد الضرائب
-
الحروب والنزاعات
-
الإرهاب
الحل المقترح: فرض ضريبة للقضاء على الفقر بالاستناد إلى المعتقدات الإيمانية – تقتضي هذه الضريبة تعاوناً وثيقاً بين حكومات الدول والسلطات الدينية تحت رعاية الأمم المتحدة. خلصت جميع التقارير الصادرة عن الاتحاد الأوروبي وجامعة الأمم المتحدة والمعهد العالمي للتنمية والبحوث الاقتصادية، إلى أن الضريبة العالمية ليست ممكنة تقنياً وحسب إنما أيضاً مستحبّة.
العشر يُعرَف أيضاً بالزكاة (الإسلام) والصدقة (اليهودية)
مبدأ العشر الذي يفرض على المؤمن وهب نسبة مئوية من دخله لمساعدة الأقل حظوة هو من ركائز الإسلام واليهودية والمسيحية وسواها من الأديان.
العشر في الإسلام
الزكاة هي الركن الثالث في الدين الإسلامي. لا يحدّد القرآن الكريم النسبة المئوية التي يجب أن يتبرع بها الشخص من ثروته، لكن المتعارف عليه أنها تبلغ 2.5 في المئة.
غالباً ما يأتي القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف على ذكر الفريضة التي تُلزِم المسلمين بإبداء التعاطف مع الآخرين كي لا يكون أحد محروماً من الاحتياجات الأساسية التي تؤمّن له حياة كريمة.
قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في صلاته إلى الله تعالى: "أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس" (الطبراني، صحيح).
ورد في القرآن الكريم أن الله يعتبر أن من يمتنع عن مساعدة اليتيم أو إطعام الفقير "يكذب بالدين" (107: 1-3). كما يشدد القرآن الكريم على أن فعل العطاء الصادق جزاؤه هو حصول الواهب على نِعَم وافرة.
العشر في اليهودية/المسيحية
التوراة، التي يعرفها المسيحيون بالعهد القديم، تحضّ المؤمنين على وهب عشرة في المئة من مداخيلهم إلى الفقراء.
ورد في التوراة/العهد القديم: "من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه" (الأمثال 19:17).
قال النبي إرميا: "كانت قتلى السيف خيراً من قتلى الجوع لأن هؤلاء يذوبون مطعونين لعدم أثمار الحقل" (المراثي 4:9).
المنهجية:
المنظمة
-
إنشاء منظمة مستقلة (يُشار إليها أدناه بـ"المنظمة") تتخذ من بلد محايد مقراً لها، وتكون مهمتها تحديد المناطق التي تعاني من العوز الشديد، بالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة، مثل منظمة الصحة العالمية، واليونيسكو، واليونيسيف، ومع البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، فضلاً عن المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية والحكومات (إنما من دون أن تكون خاضعة للمساءلة أمامها).
-
تحصل "المنظمة" على الإيرادات من خلال فرض ضريبة فقر عالمية بالاستناد إلى نسبة مئوية محددة من إجمالي الناتج المحلي للدول الأعضاء، وتكون مسؤولة في الوقت نفسه عن التعجيل في القضاء على الفقر المدقع بطريقة منفصلة عن هيئات الأمم المتحدة.
-
تخضع "المنظمة" للإشراف من لجنة أو مجلس يجري اختياره عن طريق التناوب، ويتألف من ممثلين عن الدول الأعضاء برئاسة شخصية مرموقة ذات رصيد مثبَت في المجال الخيري والإنساني، على أن تمتد ولايتها لأربع سنوات كحد أقصى.
-
لا يمتلك أي بلد أو كتلة جيوسياسية حصّة مسيطرة في "المنظمة". بل يُقسَم العالم إلى مناطق يُعيّن كل منها ممثلَين أو ثلاثة ممثلين عنه في اللجنة.
-
يجب فتح مكاتب ميدانية في جميع العواصم لتحديد الاحتياجات والإشراف على التوزيع والمشاريع.
الموجبات الضريبية
هـ. يجب أن يُفرَض على الدول المشارِكة التبرع إلى "المنظمة" بنسبة مئوية متّفق عليها من إجمالي الناتج المحلي. يكفي فرض ضريبة سنوية بنسبة اثنَين في المئة من إجمالي الناتج المحلي على الاقتصادات الأربعة الأكبر في العالم – الولايات المتحدة (16.77 تريليون دولار)، والصين (9.24 تريليون دولار)، واليابان (4.92 تريليون دولار)، وألمانيا (3.73 تريليون دولار)، للحصول على نحو تريليون دولار سنوياً.
و. تكون الدول المشارِكة مسؤولة عن جمع العشر من المؤسسات والشركات والأفراد بحسب دين الدولة الرسمي.
ز. يُفرَض على الدول العلمانية، حيث لا يوجد دينٌ واحد مسيطِر، إطلاق حملات إعلامية بالتنسيق مع السلطات الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية وسواها من السلطات الدينية، للتشديد على أهمية فرض ضرائب إضافية من أجل مساعدة الفقراء.
التبرعات
-
يجب تشجيع المصارف والشركات المتعددة الجنسيات والصناديق الخيرية والجمعيات الإنسانية والسلطات الدينية والأثرياء على التبرع وبذل قصارى جهودهم من أجل تعزيز هذا المجهود العالمي.
تشير تقديرات منظمة "أوكسفام" إلى أن الأشخاص الثمانية الأكثر ثراء في العالم يملكون ثروةً تساوي الثروة الكاملة لنصف سكان البشرية. على ضوء هذا الواقع من اللامساواة الشديدة، يجب النظر إلى مساعدة المحرومين بأنها واجب أخلاقي وديني.