تحت شعار "الرياضة في دولة الامارات" شهدت الجلسه السابعة ل "حوار صريح" مع خلف بن أحمد الحبتور مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور تفاعلا كبيرا من كافة الحضور ومن الجنسين حيث تمت مناقشة العديد من القضايا الرياضية وأبرزها الاستثمار في المجال الرياضي على اعتبار ان الرياضة أفضل استثمار في المجتمعات ليتحول سلوك الجميع الى اسلوب حياة صحية سليمة.
وقد شهدت الجلسة التي احتضنتها مجموعة الحبتور حضور كبير من رجال الاعمال والنخبة من الرياضيين والاعلاميين وفي مقدمتهم خلف بن أحمد الحبتور ود. أحمد سعد الشريف رئيس جمعية الرياضيين بالدولة وسلطان الحبتور ومحمد بن خلف الحبتور رئيس اتحاد الامارات للبولو والنجم الكروي محمد عمر نجم المنتخب الوطني لدولة الإمارات وناديي الوصل والعين "الأسبق".
واستهلت الجلسة الحوارية بالترحيب بالضيوف من قبل الثنائي الذي ادار الحوار بحرفية وسلاسة وهما نورا بدوي الرئيس التنفيذي للإتصالات وخالد آل علي مدير العلاقات العامة في المجموعة ثم استعرضا بالتناوب الرعاية والدعم المتنوع الذي قدمته مجموعة الحبتور في المجال الرياضي من خلال رعايتها لماراثون زايد السنوي في نيويورك وجمهورية مصرالعربية وتنظيم ودعم بطولة تحدي الحبتور الدولية لتنس السيدات ومنتخب الامارات لكرة السلة والفريق الاول لكرة القدم بنادي العين بطل اندية آسيا ومشاركة مجموعة الحبتور بفريق في بطولة ناس الرمضانية بند الشبا ونشاط البولو والفروسية بنادي ومنتجع الحبتور للبولو والفروسية وببطولة ملكة بريطانيا للبولو.
واشاد خلف الحبتور بالتنظيم الرائع لكأس العالم الاخيرة بالدوحة وقال "لقد فرحنا جدا للاخوة في قطر وانا تابعت عدد من كؤوس العالم السابقة ولا وجه للمقارنة فقد فاق النجاح كل التصورات وكان بمثابة عرس وعيد لنا جميعا .
وحول المشاركة العربية في المونديال قال ان المشاركة كانت ايجابية للمنتخبات العربية الا ان المغرب والسعودية رفعوا رؤسنا واحتلال المغرب للمركز الرابع شيء عظيم حقا .
وحول انتقال النجم العالمي كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد الى نادي النصر السعودي قال :"احسن نادي النصر صنعا حينما استثمر في رجل مثل رونالدو لأن الاستثمار فيه افضل من الاعلانات لأنه سيجني مردود اعلامي ودعائي وترويجي للنادي ضعف ما دفعه حتى الان. لأن وجوده سيصبح اعلان مستمر ودائم وهو مكسب كبير ليس للسعودية وحدها بل لمنطقة الخليج كلها ".
وحول قصة عشقه للتنس قال "انها لم تكن هوايته ان طبيعة اهل الامارات بل والمنطقة كانت الرياضة فطرية لديهم والحياة ببساطتها تمنح الشخص الممارس للصيد والقنص والركاب في البحر والبرالقوة والجلد والصحة ولكن أحد المدربين عرض عليه التدريب بطريقة محببة فانجذب للعبة التنس ومارسها وعشقها لأنها لعبة راقية وتناسب كل الاعمار ومن وقتها وهو يدعم وبسخاء بطولة تحدي الحبتور الدولية لتنس السيدات طوال عقدين ونصف".
وقال ان الاستثمار في المجال الرياضي شأنه شأن اي مشروع اقتصادي لابد ان يكون لديك خبرة كافية بالعمل حتى تستطيع ان تنجح وانا اري ان شراء احد الاندية في الخارج امر مستبعد بالنسبة لي لأنني لا أحبذ المشاركة في عمل لا اعرفه جيدا وقد دعوت من قبل لأنشاء مدينة رياضية متكاملة وتمت دراسة هذا المشروع الضخم ولكن من الناحية الاقتصادية لابد لنجاح اي مشروع ان نضمن له الاستمرارية و اتمني ان تتحول كرة القدم الى شركات حقيقية وتدخل الشركات والمؤسسات الوطنية في عملية شراء او مشاركة هذه الشركات الاندية لتخفيف الأعباء المالية على الحكومة .
هناك الكثير من شبابنا لا ينقصهم الذكاء و يتمتعون بموهبة عالية وقدرات فائقة ولكن المطلوب منا ان نشجعهم ونحفزهم ونمنحهم الفرصة ونعطيهم الامل و ونرسم لهم الطريق ويتم وتوجيههم بالشكل المطلوب ولعل فوز بطلنا الاولمبي الذهبي الشيخ أحمد بن محمد بن حشر آل مكتوم بذهبية اولمبياد اثينا في الرماية عام 2004 وتأهل متخبنا الوطني لكرة القدم الى كأس العالم عام 1990 اكبر دليل على هذا .
وحول افتتاح العديد من الاكاديميات بالدولة قال الحبتور : انني مع هذه الأكاديميات لأن الاجانب لهم خبرة في هذا المجال وكما تعلمنا ىمهم التجارة ونجحنا بحمد الله نتعلم منهم هذا الجانب وبالاصرار سوف ننجح .
مجسمات للمشاريع الخاصة
ودعا الحبتور الاعلام الرياضي للقيام بدوره باعتباره شريكا اساسيا في النجاحات ليحفز الرياضيين ويشجعهم لأن المال وحده لن يصنع الانجازات .
من جانبه أعرب د. أحمد سعد الشريف عن سعادته بدعوته الى المشاركة في هذه الجلسة وشكر رجل الاعمال خلف الحبتورواصفا ايه ب "روح الرياضة" وقال ان رياضة الامارات مرت بأربع مراحل المرحلة الاولى من عام 1945 وحتى عام 1953 ثم المرحلة الثانية مع بداية دخول التعليم والحصص الممنهجة من 1953 وحتى قيام الدولة في 1971 والتي شهدت تطور كبير ونهضة حقيقية في السبعينيات وبدأ الحصاد والانجازات وشهدت هذه المرحلة انجاز سعيد أحمد سعيد على صعيد الشطرنج وفوزه ببطولة العالم للناشئين وفوز محمد خليفة القبيسي ببطولة العالم للبولينج ثم تأهل منتخبنا الوطني الى نهائيات كاس العالم في ايطاليا 1990 .
واستطرد د. الشريف قائلا :" كان من المفترض ان يتحول العمل في القطاع الرياضي الى عمل مؤسسي لكن للأسف لم يحدث هذا ولذلك فان القطاع الخاص انجح من القطع الحكومي في المجال الرياضي ولم نشهد انجازات ملموسة أخرى بدليل ان أكبر نتائج لنا في القارة الاسيوية كانت للبولينج والسنوكر والبلياردو وكان من الممكن ان تكون النتائج أفضل لو سار عمل القطاع الخاص والحكومي بالتوازي .
واشار الشريف الى اهمية الاستثمار في القطاع الرياضي منوها الى ان استقدام رونالدو الى السعودية ستعود على السعودية بالمليارات فمطلوب الان من نادي النصر 2 مليون قميص يحمل اسم ورقم رونالدو والقميص يباع ب 250 ريال ويكفي ان نشير الى تواجد توماس باخ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية وجياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي لعقد صفقات تعزز النشاط الرياضي بصفة عامة وكرة القدم خاصة ونوه الى ان تنظيم دورة كأس الخليج مؤخرا في البصرة استثمار ما بعده استثمار لأنها اعادت الرياضة الى الملاعب العراقية ومعها عادت الحياة الطبيعية ولو لم نستثمر الرياضة في كل مناحي الحياة فلنستثمرها في نقل ثقافتنا وحضارتنا الى شعوب العالم .
وقال د. الشريف في ظل متغيرات العصر والتقدم التكنولوجي ما احوجنا الى زيادة حصص التربية الرياضية في المدارس وتكون كل يوم دراسي حصة حتى نحمي اولادنا من السمنة ومرض السكري ونحمد الله ان هناك احصائية تؤكد ان 46 في المائة من المقيمين في دبي يمارسون الرياضة وهي نسبة عالية اذا ما قورنت بعدد السكان والرياضة شأن مجتمعي كل شخص يمكن ان يتعلم منها منوها الى انه لا توجد استراتيجية عامة للرياضة ولا يوجد نظام رياضي مؤسسي في الوطن العربي عامة كما هو الحال في التعليم يضمن تدفق الموهوبين وتواصل الاجيال فهناك احصائية عالمية تقول ان كل 40 الف رياضي تجد موهبة واحدة .
وحول بداياته ومشواره مع البولو قال محمد الحبتور رئيس اتحاد الامارات للبولو انه في عام 1999بدأ في ممارسة اللعبة بملعب علي البواردي وبدأ يتعامل مع الخيل كجزء منه ثم بدأ يشارك في المباريات اعتبارا من عام 2000 مشيرا الى ان ممارسته للرياضة اقنعته ان القطاع الخاص انجح من القطاع الحكومي بسبب ان القرارسريع ويتخذ خلال 24 ساعة وهذا يوفر سبل النجاح للعمل فالمسألة ربح وخسارة وعنصر الوقت غاية في الاهمية وضرب مثالا ببطولة التنس وقال انها مكلفة ولكن هناك ربح في مسائل كثيرة منها .
وحول التمثيل الخارجي للاعبينا ولاعباتنا قال رئيس اتحاد الامارات للبولو ان سمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم شاركت باسم الامارات في الارجنتين وهناك مستوى عالي جدا ووصلت الى المربع النهائي وبالنسبة لنا مثلنا الامارات في كأس ملكة انجلترا عدة مرات وشاركنا في الارجنتين واخذنا البطولة في احداها ووصلنا مرتين الى النهائي والمرة الرابعة لم نوفق.
أما نجم منتخبنا الوطني الاسبق محمد عمر فقد شدد على ان تواجد رونالدو في السعودية في حد ذاته استثمار لكرة القدم في الخليج عامة ويكفي ان نادي النصر السعودي كان يتابعه 800 الف شخص الان وصل العدد الى 13 مليون متابع في اقل من اسبوعين والقادم اكثر اشراقا كما ان تواجده في الدوري السعودي سوف يرفع من مستوى الدوري والمواطن سوف يبذل جهد مضاعف لكي يجد له مكان في الفريق كما انه سيعزز الجانب الفني والاقبال الجماهيري ونتمنى ان تخطو دول الخليج نفس الخطوة لأنها ستجلب الى فرقها دعاية لا تتوقف .
واشار محمد عمر الى ان اغلب اللاعبين المشهورين يسعون الى التعاقد مع الاندية السعودية وهو امر بالغ الاهمية
وخرج الحضور بقناعة راسخة أن الاستثمار والتسويق الرياضي أصبح يلعب دوراً مهماً وحيوياً في تطوير الرياضة وهو واحد من أهم الأدوات الاقتصادية ذات النفع الكبير والمردود الايجابي نحو بناء استراتيجية رياضية مستقبلية ترتكز عليها المؤسسات الرياضية لصالح الأجيال القادمة.