الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي #الملك_سلمان بن عبد العزيز إلى الإمارات لمناسبة العيد الوطني الخامس والأربعين هي خير دليل على العلاقة الوطيدة بين المملكة العربية ##السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتي تستمدّ أساسها من الاحترام المتبادل والقيم المشتركة والمشاعر الأخوية.
أدرك أنني أتكلم باسم إخوتي في الوطن عندما أتوجّه إليكم بالعبارات الآتية: "أعبّر لكم عن ترحيبنا الحار بكم، جلالة الملك، ليس فقط من موقعكم على عرش الدولة التي تُعتبَر الصديقة والحليفة الأقرب إلى بلادي، إنما أيضاً والأهم لخصالكم الحميدة وقيادتكم الشجاعة.
لقد تمكّنتم، في أقل من عام من ارتقائكم إلى سدّة العرش غداة وفاة المغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز، من حجز مكان لكم في قلوبنا. لم تهابوا التكيّف مع الظروف المتغيِّرة. ووقفتم بعزيمة وحزم في وجه أعدائنا، وقدّمتم يد المساعدة لأصدقائنا، وكنتم على رأس مبادرات ريادية لوضع جميع الدول الأعضاء في #مجلس_التعاون_الخليجي تحت مظلة اقتصادية وديبلوماسية ودفاعية واحدة.
أنتهز هذه الفرصة لأحيّي جهودكم العظيمة في حماية مقدّساتنا بوجه دولة معتدية، والمساعي التي تبذلونها كي تبرهنوا للعالم أن ##السعودية وجيرانها الخليجيين قادرون على التحرك بصورة مستقلة عند مواجهة تهديد ما، من دون الحاجة إلى الحصول على الإذن من أيٍّ كان".
بالنسبة إلي، الثاني من ديسمبر هو مناسبة مميّزة، إنها فرصة للنظر إلى الماضي والاحتفاء بكل ما حقّقته بلادي العزيزة في فترة لا تتعدّى 45 عاماً. فقد انطلقت الإمارات من بدايات متواضعة لتصبح موئلاً للازدهار والأمن والأمان. أشعر بالفخر والاعتزاز بما أنعمه الله علينا من قادة حكماء ساروا بسفينتنا عبر المياه الهوجاء ووصلوا بها إلى بر الأمان، تماماً كما يفعل #الملك_سلمان اليوم.
لكن، وعلى الرغم من أن الحظ كان إلى جانب الإمارات حتى الآن، لا يمكننا تجاهل الواقع الذي لا مفر منه بأن كوكبنا دخل مرحلة من الالتباس الشديد. تنهار الأنظمة القديمة من حولنا. وهناك بلدان لطالما اعتقدنا أنها صديقة لنا ليتبيّن لاحقاً أنها ليست كذلك.
لقد اخترق العنف منطقتنا، وإذا لم نتوخَّ الحذر، سوف يصبح "العالم العربي" مجرد تسمية عفا عليها الزمن ولا معنى لها، ويتحوّل إلى حبر على ورق في الكتب المدرسية. تعيد البلدان الغربية ترتيب أولوياتها على ضوء استياء الشعوب من الوضع القائم. ولا بوادر عما يمكن أن يحمله المستقبل القريب، فكم بالأحرى المستقبل البعيد.
لا يستطيع أي معلّق أو خبير أو استطلاعات أن يتوقّعوا ما هي السياسات التي سيتبنّاها القادة الشعبويون – وعدد كبير منهم ليست لديه أي خبرة في الحكم – أو كيف يمكن أن تؤثّر تلك السياسات في شعوب الشرق الأوسط والخليج. لذلك من الضروري أن تتكاتف ##السعودية وحلفاؤها الخليجيون، ويتكلّموا بصوت واحد في المسائل التي تؤثّر فينا جميعاً. فضلاً عن ذلك، وبما أن منطقتنا هي الوحيدة التي تنعم بالاستقرار والازدهار في العالم العربي، يقع على عاتقنا ترسيخ قوتنا وفرض الأمن عند حدودنا من أجل أبنائنا وبناتنا، وينبغي علينا، في نهاية المطاف، أن نكون حصناً منيعاً قادراً على حماية مصالح حلفائنا العرب الذين يبدون استعدادهم للاصطفاف إلى جانبنا بصدق وشفافية.
أدعم بكل جوارحي تحقيق اندماج أكبر بين دول الخليج؛ لا سيما توحيد الاقتصادات الخليجية من خلال اعتماد السوق المشتركة والوحدة الجمركية والعملة الموحّدة غير المرتبطة بالدولار الأمريكي، الأمر الذي من شأنه أن يؤدّي إلى تشكيل تكتّل يحتل المرتبة السادسة بين أكبر الاقتصادات في العالم بحلول سنة 2030.
تشكيل هذا الاتحاد بين دولٍ هي من الأسرع نمواً في العالم، وتملك 45 في المئة من مجموع الاحتياطات النفطية، مطروحٌ على طاولة البحث منذ سنوات طويلة، لكن منافعه أصبحت الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. أناشد رؤساء دول #مجلس_التعاون_الخليجي بذل جهود دؤوبة من أجل تجاوز كل العقبات والعراقيل، ورص الصفوف مع ##السعودية لتحويل هذه الرؤية إلى واقع.
وقبل كل شيء، آمل بأن يستمتع جلالة الملك بتمضية عطلة العيد الوطني معنا، ليس فقط كضيف يشارك في احتفالاتنا، إنما أيضاً كقائد وصديق وأخ نكنّ له كل الاحترام والتقدير. أشكره على حلوله ضيفاً عزيزاً علينا وعلى حضوره النيّر في هذه المناسبة السعيدة جداً.