بداية، لابد من التأكيد على أن عنوان هذه المقالة، لا يشير قطعاً إلى أحجية لسنا بصددها، فالكلام عن العقل العربي، بنا يعني من تخطيط، أو استراتيجية، أو رؤيا، بدا لبرهة زمنية ليست باليسيرة، وكأنه كلام في الممنوع أو المستحيل، أو الغائب.
ولا نقول اليوم أن هذا العقل، إستعاد حضوره بشكل قطعي، وكامل، وأثبت أهليته وجدارته بما يليق بهذه الأمة العظيمة. فالعقل العربي يمر في حالة عدم توازن وشعوراً مني بضرورة تفعيل حس المناقشة، بادرت إلى طرح هذه العناوين. هذا الإختبار هو نوع من الأسئلة التلقائية التي تدافعت إلى خاطري وذهني في لحظة ذهول أصابتني وأصابت وطننا العربي برمته أبان إغتيال #الشيخ_أحمد_ياسين، ذلك المناضل الفلسطيني القعيد الذي أيقظ الأمة ونال الشهادة، في زمن لا يتحرك فيه صحيح البدن، قعيد الهمة.
إشارة إلى أن هذه العبارة التي أطلقناها ايضاً نحو "صحيح البدن، قعيد الهمة" لا تعني شخصاً محدداً، بل أنها إشارة إلى المناخ العربي العام القعيد، والساكن في مجاهل التاريخ، وغياهب الجهل. أسئلة كثيرة، تستجر أسئلة، وكلمات تولد؟ كلمات، وتبدو الرحلة بلا نهاية، بلا أجوبة، بلا هوية.
-
من قتل #الشيخ_أحمد_ياسين: هل كان الشهيد ضحية الإنهزام العربي العام، هل قتله العصر العربي الحالي، أم هو مشروع شهيد منذ الهزيمة الأولى في سنة 1948، من قتل أحمد ياسين؟ شارون، وهل كان شارون وحيداً في قتل ياسين؟ وما زال يقتلنا يومياً، يقتل فينا الأمال، والأطفال، والنساء، والعزائم، والهمم، هل كان أحمد ياسين ضحية الخوف العربي؟ من قتل أحمد ياسين، هل هي جحافل الغرب التي تقتل شعبنا بلا رحمة، أم أن الشركاء في هذه الجريمة، هم أناس، ودول، وشعوب، وحكام، ومناخ عام والهزيمة ذات الرحى المتنقلة في أوصال الأمة. من قتل الشيخ احمد ياسين ؟؟؟
-
من وراء توقيت الإغتيال: هل هي اللحظة العربية، هل هو الإذعان المذل الذي يرمي بالهزيمة حتى على أحلامنا، هل للتوقيت علاقة بكتم أنفاس آخر معاقل الثورة العربية، هل الإنتفاضة موضوعة اليوم على لائحة الأولويات في سلم الإغتيال المنظم لآخر معاقل نفوسنا الساعية نحو غد مشرق، هل التوقيت هو لإطلاق الرصاصة الأخيرة على الجسد العربي المترنح، والمتهادي، الذي يعاني سكرات الموت الفعلي بعد حالة الموت السريري المتمادية.
-
من حلل، وأفتى بذبح الشعب الفلسطيني: هل إسرائيل فقط، هل الصهيونية، هل هو التواطؤ العربي، هل هو الصمم العربي والسكوت العربي، هل هو الغرب الذي أفتى بذبح شعب لإحلال شعب آخر مكانه، هل هي أوروبا تحاول أن تضع على مذابحها، ومحارقها، شعبنا الفلسطيني، لتقديم لائحة إعتذار دموية مشينة عن حرائق مزعومة قد تكون صحيحة وقد تكون حافلة بالمبالغات، مع إدانتنا التامة لكل أنواع الجرائم والمحارق والإرهاب.
-
متى تم الإتفاق على هذا الشعب: هل كانت البدايات مع وعد بلفور، أم مع المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في منتصف القرن الثامن عشر أم مع بداية الإحتلال الصهيوني الرسمي والفعلي بفلسطين سنة 1948، أم مع المؤامرة العربية الكبرى على الشعب الفلسطيني عبر الإنفضاض الرسمي عن مواكبة كفاح أهلنا عبر إنتفاضتهم الأولى سنة 1950، أم أن الإتفاق النهائي وضع بعد إنهيار العراق وإحتلالها أميركياً.
-
أطراف الإتفاق من هم: هل نستثني منهم أحداً، هل يوجد طرف ما خارج إطار الشك، هل هناك من يملك جواباً حول إبرياء في أطراف هذا الإتفاق، هل هو العالم برمته، أو جزء منه ؟؟؟
-
من كذلك يعلم عن هذه الخطة: بالأحرى نستطيع تصويب السؤال وطرحه على الشكل التالي هل هناك من لا يعلم أو لا يلم بهذه الخطة، هل هم حكام العالم العربي فقط الذين يعلمون، أم بعض الإدارات العربية بأكملها تعلم، هل حقاً تعلم الشعوب أيضاً، أم لا تعلم؟
-
هل صاحب القرار والأمر شريك في ذبح هذا الشعب: أيضاً نستطيع تصحيح هذا السؤال، هل هناك أطراف، أو أفراد، أو شعوب أو حكام، لم يشاركوا في هذه المذبحة، هل هي جريمة العصر، أم أنه عصر الجريمة، هل كان لأولي الأمر وأصحاب النهي والسلطة والقرار، الكلمة الأولى والحاسمة، أم أن الجميع وعلى كل المستويات شارك في مهرجان الدم، وإستباحة المحرمات.
-
ما هو قرار العرب بعد هذه المذبحة هل تستمر الإستكانة العربية، هل يتوالى الصمت العربي ؟؟؟ هل ينتفض العرب؟ هل تخرج الهزيمة من جديد من نفوسنا المترعة بالجبن، هل ينتفض أطفال العرب، رجالهم، هل تغيب المؤامرة وطناً غالياً، وشعباً وعزيزاً، من أهلنا في الأراضي المحتلة، هل يتنادى حكام العرب إلى قمة كلامية تعلن تنديداً أجوفاً، وشجباً مريباً، وكلمات لا تقول شيئاً.
-
هل الأهل واللأقارب (أقصد الحكام العرب والمسلمين) سيطلبون محاكمة أطراف التحالف كمجرمي حرب أمام العالم بأسره، هل يتنادى قادة الدول العربية والإسلامية إلى عقد اجتماع يؤكدون فيه على وحدة المصير، ووحدة الموقف، ويطالبون بمحاكمة القتلة المباشرين، وهل سيتم تحديد الجهات المحرضة، والمشاركة وهل سيتم إستدعاء هؤلاء أيضاً إلى المساءلة وصولاً إلى الإدانة، أم أن هؤلاء جميعاً خارج إطار المحاسبة، ولن يكونوا بمتناول العدالة الدولية، ولن يتعرضوا للإدانة كمجرمي حرب، وكمرتكبي مجازر جماعية.
-
هل الجزارون سيفوزون في أي إنتخابات قادمة، في فلسطين المحتلة، وماذا عن بريطانيا، أو الولايات المتحدة الأميركية، بعدما مرت إسبانيا بالإستحقاقات وكان ما كان، هل تقول الشعوب كلمتها، وهل الشعوب هي نسخة من حكامها أم أن العكس صحيح، هل يتجاوز هؤلاء إستحقاق المواجهة أمام شعوبهم في عواصم العالم القريبة والبعيدة، أم أن تجربة رئيس وزراء إسبانيا ستتكرر في أمكنة أخرى من العالم ...
-
هل ندد العرب وإستنكروا وشجبوا، وهل هذه الكلمات لها أي معاني تترجم: أليست بيانات الإدانة التي صدرت من هنا، وهناك، عن بعض الحكام العرب، كافية، أليست هذه البيانات جاهزة، ومتنوعة، ولكل المناسبات، اليس لكل مقام مقال، ولكل حالة لبوسها التعبيري، هل هناك من يسأل فعلاً عن ترجمة البيانات، وهل يقصد هؤلاء الى لغات أخرى، أم إلى واقع عملي يقتضي التوضيح.
-
هل وجود العرب في الأمم المتحدة، كأعضاء، يحمل أهمية معينة، أم أنه من الأفضل الإستغناء عن هذا الوجود والخروج بشرف ؟؟ هل أضاف الوجود العربي شيئاً، إلى قرارات الأمم المتحدة، أو بالأحرى هل خفف هذا الوجود، أو عدل، أو بدل أو أثر في قرارات هذه المنظمة الدولية منذ نشأتها، هذا السؤال؟ من يهمهم الأمر، فعدا عن بعض المحطات الدولية والتاريخية التي كان العرب فيها كلمة مسموعة عبر دول عدم الإنحياز، لا يبدو أن الوجود العربي في الأمم المتحدة يستقدم أمراً، أو يستأخر قراراً، وهذا الأمر واضح وجلي، من خلال التأثير الإسرائيلي البالغ على قرارات ليس الأمم المتحدة فقط، بل على كل قرارات المنظمات الدولية الأخرى، فهل الخروج العربي سواءاً كان لتقنين الإنهزام، أم لأسباب أخرى لها علاقة بماء الوجه السياسي، أفضل من البقاء في هذه المواقع الدولية كضيوف، ثقلاء، لا يهتم أحد بوجودهم أو بعدمه.
-
هل صحا العرب، أم مازالوا يغطون في سبات عميق؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب تحديد نوعية الصحوة لعدم إرباك الذهن العربي، المرتبك أصلاً، وبعد ذلك تتم الإجابة على السؤال، فأذا كان المقصود من الصحوة، هو التفاعل مع مقتضيات الحياة البشرية، كالقيام والنوم شىء، والصحوة؟ بمعناها الآخر أي الإنتفاض على ذلك السبات المقيم في أنحاء العقل والجسد، والهمة، والوجدان والضمير، والقرار، فشىء آخر يستدعي إلقاء نظرة.
-
هل ينقل بعض قادة العرب، إلى الحكومات الغربية، بعض الوقائع المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وبالشعب الفلسطيني، أم أن الإجتماعات تبقى محصورة في إطار القضايا الكبرى الأخرى، ولا يبقى أي متسع من الوقت، لتوضيح واقع وآمال الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبادة مبرمجة ؟؟؟
أختم مبادراً بالإعتذار عن طرح هذا الكم من الأسئلة التي لا تحظى عندي بأجوبة واضحة أو مقنعة، وربما لا أريد أن أعترف ببعض الأجوبة الأخرى حتى يبقى الأمل قائماً، ومقيماً، وحتى لا يتكرس الجرح ويتوسع، لذا طرحت هذه الأسئلة، لتكون مادة للنقاش والتداول في المستنقع الراكد، عل هذه الأسئلة تحدث حركة نحو تنشيط عملية المساءلة وصولاً للمحاسبة، وعل هناك من يملك أجوبة أكثر دقة تساهم في تعبيد هذه الطلايق الشائكة أمام العقل العربي فيكون لنا في هذه الأجوبة عظة، وفائدة في هذا الليل الحالك السواد