السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
إنني على يقين بأنك سمعت وقرأت ما قرره الرئيس الأمريكي جورج #بوش في إجتماعه الأخير بشارون، لقد قال الرئيس الأمريكي كلمته الأخيرة جهاراً وكشف عن القناع بصراحة وعلانية وعن قناعته الشخصية وإيمان حكومته حين قال:
* لا لحق العودة
* لا للعودة إلى حدود 1949
ولما كان القرار الأمريكي صارخاً في تعابيره وإستهدافاته الآيلة إلى إلغاء حق #العودة_للفلسطينين أولاً، ورفض عودة إسرائيل إلى حدود 1949، فأعتقد إن اللحظة هي لحظة المواجهة والتصدي لهذه المرحلة من تاريخ أمتنا بما يتلائم مع خطورة ودقة التحديات المقبلة. لذا، أود أن أشير يا سيادة الرئيس إلى بعض الحقائق التي تدركونها جيداً، وأريد التأكيد بإيجاز على بعض مضامينها حتى لا نتوه مجدداً في سراب وأوهام لتزيد على الوضع العربي ضبابية.
فالقوى الفاعلة في الوطن العربي، قد نأت بنفسها عن الصراع المركزي حول فلسطين، والدول المجاورة تعيش حالة غربة وإنكفاء، والعراق يعاني ما يعانيه، بعض البلدان الأخرى، تجاهد للنفاذ والحفاظ على النفس، في عالم جديد محكوك بآحادية أمريكية، والشعب العربي ينوء تحت ضغط لم يشهد التاريخ له مثيلاً، إذن ليس لديكم سوى الإعتماد على الله جل جلاله وعلى شعبكم المكافح، المكابر، وإسقاط كل أشكال وأنماط التعامل السياسي التي تم إعتمادها لغاية اليوم والتي أدت فيما أدت إلى هذه الحال العربية المتدهورة.
إن ما أعلن يعني إعلان حرب إبادة على أجيال فلسطينية لم تولد بعد، بقرار الرئيس #بوش وحكومته علناً وبصمت عربي رسمي مطلق، مما يقتضي الرد على #بوش وشارون وأن يتلخص هذا الرد بأن تقوم الأمة العربية بإتخاذ قرار شجاع وتاريخي يسجل لإجيالنا الفلسطينية والعربية والإسلامية متضمنا الآتي:
* إنهاء جميع الإتصالات والمفاوضات مع الإدارة الأمريكية.
* على الجامعة العربية أن تطلب من الحكومات وخصوصاً رسمياً التوقف عن أي تعاون مع إدارة الرئيس #بوش وعن أي تبادل معلومات على جميع المستويات إضافة إلى رفض جميع المبادرات العربية والإسلامية وخصوصاً من الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
* الوقف الفوري، للدور المعيب الذي تلعبه بعض الأنظمة العربية؟ وأخشى أن أقول؟ السلطة الفلسطينية في مجالات التعاون المختلفة مع أمريكا وإسرائيل الشىء الذي قد يؤدي إلى ضياع القضية وفي كل الأحوال إن هذا التعاون لن يمنح حصانة أو حظية لأحد لدى القوة الكبرى.
* يجب إعلان إنسحاب كل الدول العربية من جميع المنظمات والهيئات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة التي تهيمن عليها السياسة الإسرائيلية الأمريكية.
* لا بد من مبادرة جميع الدول العربية؟ بما فيها السلطة الفلسطينية إلى وقف كل أشكال التمثيل الدبلوماسي، أو الثقافي، مع الكيان الصهيوني، وبالتالي طرد ممثلي الدولة الغاشمة من الأراضي العربية جمعاء.
* الإصرار والعمل بجميع الوسائل على إسترجاع جميع الأراضي العربية التي أحتلت بالقوة وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين لأن ما أخذ بالقوة، لا يرد إلا بالقوة.
إن ضعف معظم الحكومات العربية سمحت للجميع بالتطاول على العرب والإسلام. لن أجامل، يا آبا عمار، لأن اللحظة ليست لحظة مجاملة، ولأن البرهة قد لا تحتمل كلاماً دبلوماسياً، فإزاء هذا الواقع، أعتقد أن الساعة قد أزفت لإعادة النظر، بمجمل السياسة العربية بما فيها سياستكم؟ التي أوصلت شعبنا إلى شفير الهاوية القائمة.
يحدث وقد حدث مراراً في تاريخ الأمم والشعوب أن تُتخذ قرارات خاطئة ولكن يحدث أيضاً أن تلجأ القيادات فوراً إلى تقويم واقعي للأوضاع، وتغيير نهج وأساليب العمل والمواجهة، إن شعبنا العربي في فلسطين يتعرض إلى إعلان ومباشرة إبادة فعلية وحقيقية وتبقى أساليب المواجهة، وأنماط السياسة هي نفسها، فإسمحوا لي أن أقول ... هل ندري كلنا ما نفعل ؟؟؟
وعليه إنك مطالب بأن تبادر فوراً إلى نسف كل أنماط السياسة، والدبلوماسية التي تم إعتمادها سابقاً، واللجوء حالاً إلى إتخاذ القرارات التالية:
-
إعلان إلغاء خارطة الطريق ورفض ونقض كافة الإتفاقيات وخاصة أوسلو وجنيف مما يعني الوقف الفوري لكل أنماط السياسات، وأنواع الدبلوماسية التي سرت لغاية اليوم على المسار الفلسطيني، والتي وضعت شعبنا أمام مفصل خطير ودقيق.
-
إعلان حق العودة، كمبدأ أساسي، ورفض المستوطنات والنظام العنصري الصهيوني القائم في إسرائيل.
-
إعلان دولة علمانية يشارك فيها جميع الأجناس والآديان يهوداً ومسيحيين ومسلمين وعلى أساس أن تقوم فيها إنتخابات ديمقراطية.
أنني لا أدعو شعبنا إلى الإنتحار لكنني في الوقت عينه أؤكد على حقيقة تاريخية ثابتة في إسلامنا، وتاريخنا، تؤكد على عدم التنازل عن حقوقنا، وعلى عدم التفريط بسيادتنا وكرامتنا. إن الكرامة هي الأرض، والسيادة هي العزة القومية.
أخي أبوعمار إن الشعب العربي المهزوم والجريح ينتظر قراركم، وإن القرار حتماً هو أصعب شىء على هذه الأرض.