السيد الرئيس،
إن اللحظة قد حانت للإعتراف والأيمان بالمعجزات، وبيقني أنك إنسان مؤمن، لا بل إن البعض، يصف إيمانك بالتشدد، وليس هذا موضوع رسالتي إليك، إلا أنك وحسب ما نعرفه، تعتنق إحدى الديانات السماوية القائمة أصلاً على التسامح، والتضحية، والمحبة، حتى أن معتقداتك السماوية تؤكد على المعجزات، وإمكانية حدوثها في أي زمان وفي أي مكان.
هذه الناحية ليست في لب رسالتنا إليك يا سيادة الرئيس ثمة معجزة، إن جاز القول، وما شابهها بقدر كبير تدور رحاها اليوم، وتنبعث كالضوء، المبهر الساطع في فلسطين المحتلة، يسطرها ويجسدها ويكرسها الشعب العربي الفلسطيني ... لا مكابرة ... ولكنه الكبرياء ... لا عنف ولكنه العنفوان ... لا إستقواء، لكنها قوة الإيمان الفلسطيني تؤكد المعجزة وتوقد الأمل، في رحاب الإيمان ... بالله، بالأرض، بالقضية.
لقد حان الوقت للإعتراف وللتيقن بأن هذا الشعب لم يستسلم، ولن يستسلم لأية محاولة لإلغائه ... وأوكد مرة جديدة .. لن يستسلم .. لا لطائرات أل إف 16، ولا للأباتشي، ولا لكل أسلحة الدمار والفتك، فهذا شعب قرر أن يستشهد لكي يعيش وليس العكس يا سيادة الرئيس، هل تعتقدون حقاً؟ يا سيادة الرئيس، أن هؤلاء الأطفال والشيوخ، والنساء، والرجال،.....؟؟ أن يذبحوا كالخراف أو أنهم لا يملكون الأحاسيس البشرية، أم أن هذا أمر الله ؟؟ هذا الصمود هو قوة من الله نفحها لهم، ووضعها في أجسادهم وعقولهم للتصدي لتلك الترسانة العسكرية الهائلة، الممولة من الولايات المتحدة الأميركية ...
لا يؤكد هذا الصمود الأسطوري، إلا ما ورد في القرآن الكريم في سورة المائدة عن سيدنا موسى عليه السلام آية عشرين صفحة 111 "إن فيها قوم جبارين" إن شعب فلسطين لن يتخلى عن شرفه وكرامته، كرامة العرب، كل العرب ولن يتخلى عن مقدساته، ومواطن أسلافه وأجداده، أنه شعب يتعرض للإبادة واقفاً، مقاوماً، شاخصاً نحو الشمس، ولن يغادر هذا الشعب أرضه إلا نحو ترابها الأبدي ...
هذا الشعب، لا يملك إلا أرضه، وإيمانه يا سيادة الرئيس، ولقد شرب من كأس الإرتحالات المرة والتهجير ما لا يستطيع العالم بأسره أن يتجرعه .. فكفى ... نمي ألينا ... مرة .. يا سيادة الرئيس .. أنك رجل واقعي ... ونمي إلينا أيضاً ذات مرة أنك أيضاً تقدر الديمقراطية، وتدعم قيمها، وانبعاثها في أرجاء المعمورة، وأنك أيضاً رجل مؤمن، ومتدين ... ولابد أن المؤمن الفعلي والحقيقي، هو الذي يقدر ما أتت به الديانات الأخرى ... وهذه الوقائع ستضعك حتماً أمام ضرورة حتمية لا تقبل الجدل، ألا وهي الإعتراف بأمر الله أولاً، وبأحقية القضية الإنسانية للشعب الفلسطيني العظيم ...
الإعتراف بالخطأ .. وهو فضيلة، والتراجع عن الخطأ هو فضيلة أكبر ... والرجل ... الرجل لا يجد غضاضة أو ضيراً في التراجع عن الموقف الخاطئ، وبإيماني أن هذا التراجع سيسجل شهادة تاريخية له وليس شهادة عليه.
سيادة الرئيس ...
أن من قادتنا العظام صلاح الدين الأيوبي الذي أنتصر على الروم وأعاد القدس، قد ضرب المثل الأعلى في معاملة عدوه حيث أنه أعطا حرية منقطعة النظير لمن كان فى يده من الأسرى، أما أن يبقى مسالماً، أو أن يخرج سالماً وعندما مرض قائد الروم بعد إستسلامه بعث إليه طبيبه الخاص وعالجه حتى شفي وكتب إليه قائلاً "هكذا أمرنا ديننا أن نعامل من عادانا"
وأشير إلى واقعة مؤرخة في حياة القائد الفرنسي #نابليون حين كان يخوض إحدى المعارك الضارية وواجة مقاومة بطولية، في إحدى المواقع وإستحال إختراقها عبر جيشه إلا بعد خسائر كبيرة، وحين سقط هذا الموقع المعادي، أمر #نابليون جنوده بتأدية التحية العسكرية الرسمية لقتلى الموقع المعادي، ولم يقبل أن يضع الأصفاد في أيدي الضابط المسؤول عن المقاومة والذي وقع في الأسر ...
أنها لحظة الشجاعة، يا سيادة الرئيس، لحظة للموقف الشجاع، لسلام حقيقي، تفرضه الولايات المتحدة الأميركية، ولو بالقوة على #شارون وجيشه، إنها اللحظة التاريخية، لوقف محاولات الإبادة لشعبنا في فلسطين والشروع في إيجاد حل عادل، شامل، متكامل لقضية الشرق الأوسط على قاعدة واضحة نهائية تراعي حقوق كل الأطراف وخاصة حق الشعب الفلسطيني في البقاء.