"إذا أردت أن تصنع سلاماً مع عدوّك، عليك أن تعمل معه ليصبح شريكاً لك". إنه واحد من أقوال رئيس #جنوب_أفريقيا الأسبق نيلسون #مانديلا الحكيمة.
لقد أدرك منديلا أخيراً، بعد ثمانية عشر عاماً أمضاها في السجن في روبن آيلند، أن اللجوء إلى العنف ضد عدوٍ متفوّق عسكرياً لن يقود إلى وضع حد للتمييز العنصري (الأبارتايد)، فاستخدم بحنكةٍ الحوار والتسامح والمصالحة لتحقيق هدفه بالتعايش بين شعبه والنظام القمعي.
لسوء الحظ، لم يلحظ بعض العرب استراتيجية #مانديلا التي أدّت إلى وضع حدّ للأعمال العدائية بين السود والبيض في #جنوب_أفريقيا، فهؤلاء العرب لا حلول لديهم لتحسين حياة الفلسطينيين، ومع ذلك يفضّلون التمسّك بالسيناريوات الخطابية القديمة وغير الواقعية التي عفا عليها الزمن.
لطالما كنت ولا أزال من مناصري القضية الفلسطينية، معنوياً ومادّياً، ولكن الظروف تبدّلت على مر العقود. أنا شخصٌ واقعي، ولا يمكنني أن أبقى بمنأى عن أرض الواقع، ولا أنتظر أن تتحقق معجزات إلى ما لا نهاية.
شئنا أم أبينا، #إسرائيل موجودة كمركز ثقل اقتصادي تحت مظلة الحماية الراسخة وغير المتزعزعة التي تؤمّنها لها #الولايات_المتحدة. والقول بأن مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ستؤدّي إلى انهيار الدولة اليهودية ينمّ عن رياءٍ وتفكيرٍ غير ناضج. فعدد كبير من المعدات في أجهزة الكمبيوتر هو من صنع #إسرائيل، والرقاقات الإلكترونية الإسرائيلية موجودة في أكثر من مئة مليون جهاز حول العالم. وعزلُ #إسرائيل داخل المنطقة لن يؤدّي سوى إلى إقناع الحكومات الإسرائيلية بشراء مزيد من الأسلحة وبناء مزيد من الجدران.
أقول لمنتقدي #اتفاق_إبراهيم أنه يُفقد الفلسطينيين قوّتهم ويتسبب بتقويض الأوراق التفاوضية، إن الفلسطينيين وداعميهم العرب لم يكن لديهم طوال سنوات عديدة أي نفوذ على صنّاع القرارات الإسرائيليين.
فمحادثات طابا التي كانت على وشك أن تُحقق ثمارها توقّفت فجأةً عندما تسلّم حصان الحرب المتشدّد #أرييل_شارون رئاسة الوزراء خلفاً لإيهود باراك، ودخل #جورج_دبليو_بوش البيت الأبيض. لقد تشدّق الرئيس بوش بالكلام عمّا يُسمّى بخريطة الطريق لأنه كان متلهّفاً لاجتذاب العرب من أجل الانضمام إليه في اجتياحه للعراق. وكان الرئيس باراك #أوباما بارعاً في الكلام، ولكن إدارته عارضت القرارات الداعِمة للفلسطينيين الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، أما الرئيس دونالد #ترامب فتصرّف وكأنه يُمطر صديقه بنيامين #نتنياهو بالهدايا.
ثمة حجّة منطقية تقول بأن الإسرائيليين متعنّتون. ولكن يمكن أيضاً قول الشيء نفسه عن الفلسطينيين الذين لا يزالون يصرّون على حق العودة للاجئين من #سوريا والأردن ولبنان وبلدان أخرى. لن يحدث ذلك أبداً، وهم يعرفون ذلك حق المعرفة.
من الأجدى بهم أن يطلبوا من الدول المضيفة إزالة المخيمات ومنح اللاجئين حق العمل وامتلاك منزلهم الخاص. ينقل اللاجئون آمالاً كاذبة إلى أولادهم ويسلّمونهم مفاتيح المنازل التي كانت لآبائهم أو أجدادهم، ويُبقون الكراهية الشديدة للإسرائيليين حيّةً من جيل إلى آخر. وهذا تصرّفٌ غير عادل لكلا الجيلين. يحوز نحو مليونَي فلسطيني متحدّرين من الفلسطينيين الذين لم يغادروا في عام 1948، الجنسية الإسرائيلية. ويعتزّ كثرٌ منهم بإرثهم العربي، سواءً كانوا مسلمين أم مسيحيين، إنما لا مشكلة لديهم في أن يسمّوا أنفسهم إسرائيليين عرب.
حان الوقت كي يتوقّف الفلسطينيون عن إلقاء اللوم على الآخرين في ما آلت إليه أوضاعهم. فبدلاً من التنديد بحلفائهم العرب الذين لطالما وقفوا إلى جانبهم ودعموهم بمليارات الدولارات، وشنّوا حروباً مع #إسرائيل بالنيابة عنهم مثلما فعلت #مصر وسوريا، عليهم أولاً أن يتوقفوا عن التناحر في ما بينهم.
يجب أن تتخلى حركة "#حماس" وسائر التنظيمات عن العنف الذي يرتدّ سلباً على أهل #غزة، وهو السبب الرئيسي للحصار الذي يشلّ القطاع منذ سنوات عدة. وعلى العرب أن يمتنعوا عن دعم "#حماس" التي تربطها علاقات وثيقة بإيران، مع أنه يُفترَض بها أن تكون حركة فلسطينية مئة في المئة.
ما يُميّز #اتفاق_إبراهيم هو أنه يعود بفوائد جمّة على جميع الأطراف في مجالات التجارة والتبادل التجاري والسياحة والتكنولوجيا والأمن. علاوةً على ذلك، يساهم في ترسيخ جبهة موحّدة ضد عدوّ مشترك يعمل على تصنيع أسلحة نووية يرمي إلى استخدامها لاحتجاز الدول المجاورة بمثابة رهائن لديه.
في حال تكلّل هذا الانفراج الجديد بالنجاح، سوف ترغب #إسرائيل في المحافظة على الاتفاق، وهكذا سوف نكتسب القدرة على الضغط من موقع قوّة من أجل حصول الفلسطينيين على حقوقهم. كلما انضم مزيدٌ من الدول العربية إلى #مصر والأردن والإمارات والبحرين من خلال إبرام معاهدات سلام مع #إسرائيل، يصبح هذه التكتل أكثر تأثيراً داخل #الولايات_المتحدة وعلى الساحة العالمية.
مما لا شك فيه أن #لبنان يمرّ في أصعب المراحل التي عرفها في الذاكرة الحيّة. من شأن التوصل إلى اتفاق سلام مع #إسرائيل أن يساهم إلى حد كبير في تغيير قواعد اللعبة في ذلك البلد، وأعتقد أن اللبنانيين سيرحّبون بمثل هذا الاتفاق لولا العوائق التي تعترض طريقه. يجب أن يتحلى اللبنانيون بالشجاعة للتعبير عن مكنوناتهم وما يتوقون إليه، ولاتخاذ القرار بالعيش بسلام.
ويجب على #لبنان واللبنانيين أن يعملوا على إزالة جميع العوائق والمشكلات التي تعترض الاتفاق. عند تخطّي تلك العقبات، يصبح اتفاق السلام أمراً بديهياً، ويتمكّن اللبنانيون من تحقيق التقدم والازدهار والرخاء. يجب أن يتحلّى الشعب اللبناني بالشجاعة الكافية كي يتخذ قراره بالعيش بسلام. وتلوح بالأفق بارقة أمل في هذا المجال. فقبل بضعة أيام، وافق #لبنان وإسرائيل اللذان يعتبران أنهما في حالة حرب، على إجراء محادثات بوساطة أميركية لترسيم حدودهما البحرية في ضوء اكتشاف حقول جديدة للنفط والغاز في منطقة شرق المتوسط. وقد تمهد هذه الخطوة الطريق لمزيد من المحادثات لترسيم الحدود البرية، مما قد يؤدي في النهاية إلى سلام مرجوّ بين الطرفين.
هيمنة "#حزب_الله" على #لبنان تقترب من نهايتها. فقد بات حسن #نصر_الله وأتباعه المستعبَدون محط كره شديد إلى درجة أنهم قد يخططون للفرار من #لبنان. ولكي يحافظ حلفاء #حزب_الله على وجودهم في المعترك السياسي، فسوف يبتعدون عنه. لذا، من أجل عدم السماح للحزب بأن يمدّ رأسه القبيح من جديد، يجب أن يرفع الشعب اللبناني الصوت للمطالبة بمحاكمة زعمائه وقيادييه الإرهابيين بتهمة التحريض على الحروب وكذلك إحكامهم الخناق على #لبنان، الأمر الذي ألقى بالبلاد في أتون الدمار والبؤس والفقر غير المسبوق.
لا شك في أن #اتفاق_إبراهيم هو من الاتفاقات التي تصنع التاريخ نظراً إلى اختلافه عن اتفاقات السلام الإسرائيلية-العربية السابقة التي وُقِّعت على مضض؛ ففي حالة #مصر، كان الهدف استعادة الأراضي التي سيطرت عليها #إسرائيل في عام 1967، في حين أن الرئيس الأمريكي #بيل_كلينتون مارس ضغوطاً على #الأردن لتوقيع معاهدة السلام في مقابل إسقاط الديون. وحتى تاريخه، لم يجرِ أي تطبيع حقيقي للعلاقات إلا على الورق، ولا يزال يسود سلامٌ بارد.
يختلف #اتفاق_إبراهيم اختلافاً شديداً لأن جميع الأفرقاء متحمّسون لبناء تحالفٍ قوي من أجل إرساء دعائم مستقبل ينعم بالسلام والرخاء في المنطقة. تُملي المصالح الاقتصادية السياسات العالمية في هذه الأيام، والشركات والأعمال هي التي ستكون بمثابة الغراء الذي يؤمّن اللُحمة لإنجاح هذه الاتفاقات الثلاثية الجانب على نحوٍ دائم. سوف تكتشف #إسرائيل سريعاً أن دولنا هي خير حليفٍ لها.
يتميّز وطني الأم بثقافته التقدّمية والمتسامحة، ويتبنّى أبناؤه التعددية الثقافية التي تقدّم الصداقة والاحترام للأشخاص من مختلف الأعراق والأديان. نحن شعبٌ يعمل على تسوية اختلافاته بهدوء ولياقة بعيداً من الخلافات أو العنف. لا وقت لدينا للمشاحنات؛ فنحن منشغلون جداً بالعمل بكد والإفادة إلى أقصى حد من أوقات الراحة والترفيه.