لا يكفّ صاحب السمو الشيخ #محمد_بن_راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة #الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم #دبي، عن إثارة الدهشة لدينا. فقد ارتقى بأحلام والده المغفور له بإذن الله #الشيخ_راشد بن سعيد آل مكتوم وتطلعاته إلى مستوى جديد من خلال مشاريع طموحة في مختلف الميادين، والتي لا يجرؤ معظمنا على تخيّلها، فكم بالأحرى تنفيذها.
حبّه العميق لبلاده وشعبها الذي يتفانى في خدمته هو القوة التي تمنحه العزم والتصميم لتحقيق النجاح مهما كان الثمن. لا تزال نظرة #الشيخ_راشد الاستشرافية للمستقبل نابضة بالحياة. لقد لجأ بعضهم إلى الاستغراب والتشكيك عندما اقترح بناء ميناء ضخم وحوض جاف ومركز تجاري بوحيٍ من شعار "علِّ البنيان وسوف يأتون". وقد أتوا بالفعل بأعداد هائلة مخيبين ظن المشكّكين.
كان #الشيخ_راشد مرشدي ومعلّمي. فهو لم يزرع في نفسي إرادة النجاح وحسب، بل قدّم لي أيضاً مساعدة عملية من أجل تحقيق هدفي بامتلاك فندق. #الشيخ_محمد من الطينة نفسها. لا حدود لرؤيته، وهو جاهزٌ دائماً ليثبت للخبراء الذين يهزّون رؤوسهم مشكّكين في قدرته على التنفيذ، أنهم على خطأ. ويمنحنا اليوم شعوراً بالفخر والاعتزاز من خلال الارتقاء بالإمارات العربية المتحدة إلى النجوم.
يصعب أن نصدّق أن بلادنا التي لم يمضِ أكثر من نصف قرن على نشوئها، تمكّنت من تحقيق كل هذه الإنجازات في هذه الفترة الزمنية القصيرة. اليوم، ينظر العالم إلينا بدهشة وإعجاب شديدين.
لقد تغلّبنا على الأزمة الاقتصادية بعد عام 2008 في وقتٍ كان المشككون من أصحاب النوايا الخبيثة يطلّون عبر وسائل الإعلام ويطلقون توقّعات وتحليلات عبثية يشمتون فيها من بلادنا مدّعين أن #دبي ستتحوّل إلى صحراء قاحلة ومقفرة. وها نحن نستعد اليوم لغزو الفضاء من خلال انطلاق بعثة إلى الكوكب الأحمر في 15 يوليو الجاري ويُرتقَب أن تبلغ هدفها في فبراير 2021 الذي يصادف الذكرى الخمسين لقيام دولة #الإمارات العربية المتحدة.
تُشكّل بعثة "#مسبار_الأمل" التي تنطلق لاستكشاف المريخ بعد إطلاق قمرَين صناعيين بنجاح ونقل رائد فضاء إلى المحطة الفضائية الدولية، خطوة عملاقة لمركز #محمد_بن_راشد للفضاء، وخطوة أولى للعالم العربي الذي يشعر شبابه بحاجة ماسّة إلى سماع أخبار إيجابية خلال هذه الأزمنة المضطربة التي تشهد انتشاراً للوباء والفقر والنزاعات.
تربطني معرفة طويلة بالشيخ محمد. في صغرنا، قبل أن تشغلنا هموم الحياة ومسؤولياتها، كنا نهتم بصقل مهاراتنا التنافسية في سباق الجِمال والخيول. أتذكّره شاباً يافعاً يتمتع بشخصية قوية، وشخصاً ناجحاً بالفطرة مصمماً على التفوّق في كل ما يقوم به. وعلى مر العقود، رأيته ينهض بمسؤولياته على أكمل وجه. هو صاحب شخصية رصينة ومتوازنة، وشاعر مرهف. لا يكّف عن إثارة الدهشة لدي بأفكاره الخلاّقة ومهاراته الإدارية وحكمته في التعاطي مع الأمور.
تُسلّط إحدى تجاربي الشخصية معه الضوء على تمسّكه الشديد بالعدالة والإنصاف. التقيته ذات مرة في قصره في زعبيل لمناقشة ما كان متداولاً آنذاك عن احتمال إعادة إجراء المناقصة لتنفيذ مشروع تشييد المبنى رقم 3 في مطار #دبي الدولي، والتي كانت قد فازت فيها شركتي #الحبتور_للمشاريع_الهندسية. شعرت حينها بالصدمة والغضب عندما علمت بأن المناقصة قد تيعاد طرحها من جديد، فهذه الخطوة لم تبدُ لي منطقية على الإطلاق ووجدت نفسي مضطراً إلى رفع شكواي إلى #الشيخ_محمد.
بعد التحية والسلام، طرحتُ عليه سؤالاً: "إذا تسابقنا أنت وأنا على الجِمال وكان الفوز من نصيبي، هل تتقبّل فوزي أم تطلب إعادة السباق؟" فأجاب: "بالتأكيد لا. أنت الفائز".
شرحتُ له عندئذٍ بأنني فزت في المناقصة لتشييد المبنى رقم 3، فلماذا يُعاد إجراؤها؟ فبادرني على الفور بالجواب: "لن تُجرى المناقصة من جديد. المشروع لك". لم يكن بحاجة إلى استشارة أحد. أولويته هي العدل والقيام بما هو عين الصواب.
#الشيخ_محمد هو قائد وصانع قرارات بالفطرة، إنه واضح ومصمم وصلب في جميع القرارات التي يتخذها. لا يهاب ولا يتردد باتخاذ القرارات حتى في أصعب الأزمنة، وهو على يقين من أن المسار الذي يسلكه هو المسار الصحيح، ويتحلّى بالقوة اللازمة لإكمال المسيرة، من دون أن يكترث للمنتقدين في الخارج ولا للسلبية في الإعلام. لطالما كان شبكة الأمان التي نعوّل عليها في الأزمنة العصيبة، وقلبه ينبض ثقةً بدبي، ما يمنح المواطنين والمقيمين والمستثمرين راحةً وشعوراً بالأمان. ليت الدول العربية تقتدي بدبي وتقرأ في الكتاب نفسه، كتاب الإيجابية والآفاق اللامتناهية.
بفضل الابتكارات والقرارات الشجاعة للشيخ محمد الذي لا يرضى أبداً بما هو دون الأفضل، تحوّلت #دبي إلى نموذج يحتذى به في المنطقة على صعيد المستوى المعيشي والفرص المتاحة؛ لقد أضحت مكاناً يتعايش فيه الإماراتيون والرعايا الأجانب من مختلف أنحاء العالم بوئام وتناغم.
تتميز #دبي بمبانيها ومنشآتها ذات الهندسة المعمارية الرائعة، ولكن الأروع هو مشاعر الاحترام والصداقة بين الأشخاص من مختلف الأديان والأعراق، والدليل على ذلك الابتسامات التي ترتسم على وجوه المارّة في شوارعنا. لقد سعى #الشيخ_محمد جاهداً لبناء مجتمع حيث يُعامَل الجميع على حد سواء باحترام ومساواة وتقدير.
أدعو من الله عز وجل أن يستمر في تغمّد #الشيخ_محمد بفيض بركته ونِعمه. وكلّي أملٌ وثقة بأن يستمر الشيخ #محمد_بن_راشد في إثارة الدهشة والمفاجأة لدينا لسنوات طويلة.