حضرة السيد الرئيس،
في زمن تفشي وباء "#كوفيد_19"، لم تسلم أي دولة من التداعيات الوخيمة للفيروس الأشد ضراوة الذي تشهده الكرة الأرضية منذ أكثر من قرن، والذي يقضي على الأرواح ويدمّر الاقتصادات. أينما كنا في هذا العالم، ومهما كانت مكانتنا وأوضاعنا، نحن في القارب الهائم نفسه من دون أن تلوح اليابسة في الأفق.
أدرك جيداً العبء الثقيل الملقى على كاهلك نظراً إلى أن كل قرار تتخذانه هو بمثابة مفاضلة بين الاقتصاد والصحة العامة، ولكنني أناشدك استكشاف الحقائق غير المريحة. فأي غياب للشفافية أو تعتيم على الحقائق لن يؤدّي سوى إلى زيادة الإرباك والشكوك التي تعتمل في العقول الخائفة، والتي يمكن أن تؤدّي إلى فوضى عارمة في الشوارع الأمريكية.
سيدي الرئيس، لقد وضعت ثقتك بمدير #المعهد_الوطني_للحساسية_والأمراض_المعدية، الدكتور أنطوني #فاوتشي، لقيادة الفريق الخاص بمكافحة #كورونا على الرغم من أن تصريحاته تتناقض في جزء كبير منها مع تصريحاتك. سيرته المهنية مثيرة للإعجاب. فقد تولى مناصب في عهود ستة رؤساء، بدءاً بالرئيس رونالد #ريغان، ويحظى باحترام واسع من كبار الشخصيات في مجاله.
إلا أن #فاوتشي مع ذلك يتعرض لانتقادات شديدة من بعض الأشخاص منهم المدير الطبي لمراكز الطب المتقدم، #الدكتور_رشيد_بوطار، الاختصاصي في علم السموم والذي يتّهم الدكتور #فاوتشي بعدم الامتثال لقرار أميركي صادر في عام 2014 ويقضي بوقف الأبحاث على كائن بشري-حيواني بسبب خطر التسبب بظهور جائحة. عدا عن ذلك، قرأنا عن حصول مختبر #ووهان على 3.7 ملايين دولار أمريكي من أموال دافعي الضرائب لمواصلة الأبحاث تحت إشراف الدكتور #فاوتشي الذي توقّع في عام 2017 أن تواجه إدارتك جائحة خلال ولايتك الرئاسية.
يوجّه بوطار إلى #فاوتشي وبيل غايتس وشرائح من وسائل الإعلام تهمة امتلاك أجندة خفيّة في ما يتعلق بوباء "#كوفيد_19"، وتضخيم أعداد الإصابات بهدف زيادة عامل الخوف. في الواقع، يكشف عدد متزايد من الأطباء أنهم يتعرضون لضغوط من أجل تسجيل الوفيات على أنها ناجمة عن الإصابة بوباء "#كوفيد_19" علماً بأن بعض المرضى لا يكونون قد خضعوا للفحص من أجل التأكد من إصابتهم. ويبدي بوطار قلقه بصورة خاصة من أن #فاوتشي يدفع باتجاه اعتماد لقاح لم يخضع للاختبارات الكافية والمناسبة ومن الممكن أن تكون له مضاعفات خطيرة.
مؤخراً كتب الرئيس السابق لقسم الأشعة العصبية في المركز الطبي لجامعة ستانفورد، #الدكتور_سكوت_أطلس، مقالاً بعنوان "البيانات صدرت – أوقفوا الذعر وأنهوا العزل التام" (The data is in – Stop the panic and end the total isolation)، وفيه يوجّه أصابع الاتهام إلى منظمة الصحة العالمية بسبب تضخيمها أعداد الوفيات الناجمة عن "#كوفيد_19" بنسبة تصل إلى خمسة في المئة، ويشير الدكتور أطلس في هذا الصدد إلى أن الفيروس يتسبب بوفاة عدد قليل من الأشخاص في حين أن نصف المصابين به لا تظهر عليهم أي أعراض.
وقد عقد الدكتور دان إريكسون والدكتور أرتين ماسيهي اللذان يملكان مراكز للرعاية في بايكرسفيلد في ولاية #كاليفورنيا، مؤتمراً صحافياً للحديث عن تجاربهما الشخصية والمباشرة مع المرضى، والتي قادتهما إلى استنتاج أن وباء "#كوفيد_19" ليس أسوأ من الإنفلونزا التي تحصد عشرات آلاف الأرواح في الولايات المتحدة سنوياً. وهما من أنصار فتح الاقتصاد من جديد، وهو المسار الذي تعتمده ولايات أمريكية كثيرة في الوقت الراهن.
قد تصرفون النظر عن هذه الانتقادات والنظريات الصادرة عن أشخاص يعملون في الميدان الطبي، إنما لا يمكنكم أن تستخفّوا بالمعلومات التي كشفتها زميلة سابقة للدكتور #فاوتشي. إنها #الدكتورة_جودي_ميكوفيتس التي أحدثت ثورة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (الأيدز) في عام 1991، عندما نشرت أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه. فقد توقّفت ميكوفيتس عند واقعة حصول المستشفى على 13000 دولار من برنامج "مديكير" عن كل مريض مصاب بوباء "#كوفيد_19"، ويتضاعف المبلغ ثلاث مرات في حال وُضِع المريض على جهاز التنفس.
كتبت الدكتورة ميكوفيتس، في أوج مسيرتها المهنية، مقالاً في مجلة "جورنال أوف ساينس" كشفت فيه استخدام شركة "بيغ فارما" لأنسجة الحيوانات والأجنّة، ما تسبب بظهور أمراض مزمنة. ولم تكن تعلم أنها سوف تتعرض للأذى بسبب مجاهرتها علناً بالحقيقة. وهي تتهم السلطات القائمة بالقضاء على سمعتها المهنية وتدمير حياتها، وتكرّس نفسها الآن لتسمية الأمور بأسمائها مع أنها تخشى أن تكون عرضة للانتقام. وهي تلوم الدكتور #فاوتشي على التعتيم وتقول إن #المعهد_الوطني_للحساسية_والأمراض_المعدية دفع ملايين الدولارات بهدف التغطية والمواربة.
إذا صحّت روايتها، فما تقوله مثير جداً للقلق. وقد أُرغِمت على التزام الصمت طوال خمس سنوات تحت طائلة "العثور على أدلة جديدة" تزجّ بها خلف القضبان من جديد، ولكنها تحررت الآن من هذه القيود وباتت قادرة على سرد الرواية من وجهة نظرها التي ضمّنتها في كتاب بعنوان "وباء الفساد، تجديد الإيمان بوعد العلوم" (Plague of Corruption, Restoring Faith in the Promise of Science).
باختصار، كانت ميكوفيتس بسن الخامسة والعشرين جزءاً من الفريق الذي كان يرأسه #فاوتشي والاختصاصي في علم الفيروسات روبرت غالو، والذي كان مكلّفاً عزل فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة من لعاب المرضى في فرنسا ودمهم. تؤكّد أنها كانت تستعد مع الدكتور فرانك روزيتي لنشر ورقة بحثية عندما هدّدهما #فاوتشي بالطرد من الفريق مطالباً بالحصول على نسخة عنها.
وبحسب ميكوفيتش، فقد عمد الدكتور #فاوتشي إلى تأخير نشر الورقة لأشهر عدة قام خلالها روبرت غالو بوضع ورقته البحثية الخاصة التي استمدّها من العمل الذي قامت به ميكوفيتس بالاشتراك مع روزيتي. تقول: "بالطبع، كان ذلك مرتبطاً بالحصول على براءات اختراع". وتتهم #فاوتشي والرئيس الحالي لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها #روبرت_ردفيلد بتسجيل براءات اختراع مربحة ما يُشكّل تضارباً للمصالح، على الرغم من أن قانون بايه-دول لعام 1980 شرّع هذه الممارسة من خلال السماح للموظفين الحكوميين والجامعات بتسجيل اكتشافاتهم التي يتوصلون إليها بواسطة استخدام الأموال العامة.
وعلى غرار الدكتور بوطار، تبدي ميكوفيتس خشيتها من بعض اللقاحات التي تحقن الإنسان بأنسجة حيوانية، كما تقول، ما يتسبب بالإصابة بالسرطان وأمراض أخرى. وتعبّر عن سخطها من امتلاك بيل غايتس "صوتاً مسموعاً في هذه البلاد" علماً بأنه لا يتمتع بأي مؤهلات طبية، وهو يقول في موضوع اللقاحات إن "الحياة لن تعود إلى طبيعتها إلا بعد تطعيم سكان العالم على نطاق واسع".
لقد حذّر غايتس الذي هو من المموّلين الأساسيين لمنظمة الصحة العالمية من ظهور وباء في غضون عقدٍ من الزمن "شبيه بالوباء الذي انتشر في عام 1918 والذي أودى بحياة أكثر من 50 مليون شخص"، الأمر الذي عرّضه للاستهداف المنتظم من أصحاب نظريات المؤامرة الذين يعتقدون أنه يسعى إلى إفراغ الكرة الأرضية من سكانها أو استخدام أجهزة تتبّع مخبّأة في اللقاحات من أجل السيطرة على السكان. وقد وصف غايتس، وهو ثاني أغنى رجل في العالم، هذه الهجمات بأنها مجرد "شائعات جنونية".
تتشارك #الدكتورة_جودي_ميكوفيتس أيضاً مع رشيد بوطار شكوكه بشأن رفض #فاوتشي لاستخدام عقار #الهيدروكسي_كلوروكين الذي يُعتبَر بمثابة علاج فعال محتمل لفيروس #كورونا، علماً بأنه مدرَج منذ سبعين عاماً على قائمة الأدوية الأساسية في جميع أنحاء العالم؛ ولكن #فاوتشي يرفض هذه المعطيات معتبراً أنها مجرد "أخبار غير مثبتة". تعلّق ميكوفيتس: "هذه ليست مجرد روايات، فهناك آلاف الصفحات من البيانات التي تُظهر فعاليته ضد هذه الأنواع من الفيروسات"، ومع ذلك "يمنعونه عن الأشخاص".
يقول 2300 طبيب شاركوا في استطلاع آراء أجرته شركة "سرمو" في 30 بلداً، إن #الهيدروكسي_كلوروكين هو العقار الأكثر فعالية في علاج فيروس #كورونا. ويقرّ 72 في المئة من الأطباء في إسبانيا بأنهم وصفوا هذا الدواء لمرضاهم. ولذلك ربما كنتم على حق، سيدي الرئيس، عندما قلتم عن هذا الدواء إنه "سيغيّر قواعد اللعبة" – أو بالأحرى كان ليغيّر قواعد اللعبة لو أن الدكتور #فاوتشي لم يسدد له ضربة سريعة على الرأس.
لعلّني كنت لأتجاهل الرسائل المضمّنة في مقاطع الفيديو التي تتحدى الآراء التقليدية، لولا السرعة التي تُحذَف بها عن مواقع "#يوتيوب" و"#فيسبوك" و"#تويتر" لتعود فتُنشَر تحت عناوين مختلفة. وهنا يتساءل الكثيرون عن تحول هذه الشركات التكنولوجية العملاقة إلى شرطة الفكر التي تعمل على إسكات الأشخاص الذين يعبّرون عن آراء مغايرة، وهو ما أعتبره أمراً صادماً في دولة تفتخر بحرياتها الدستورية. كثرٌ حول العالم يتملّكهم غضبٌ شديد، ويريدون إجابات على أسئلتهم، فهم يتساءلون، كيف تنتهك هذه الفيديوهات المعايير، ومَن هي الجهة أو ما هي الأسباب خلف حذفها؟
لا أعرف ما هو صحيح وما ليس كذلك، لكن نظراً إلى أن هناك أموراً كثيرة ومهمة على المحك، أناشد إدارة #ترامب أن تتعامل بالجدّية اللازمة مع المزاعم أعلاه التي تنتشر حول العالم كما النار في الهشيم. فإما يؤخَذ بها وإما تُدحَض، وفي حال كان هناك مَن يحاول التلاعب بالرأي العام من خلال نشر الأكاذيب، فيجب الإشارة إليه بالبنان أمام محكمة الرأي العام وتجريده من صدقيته.
أخيراً، أنتهز هذه الفرصة للتعبير عن أصدق تمنياتي بأن تتضافر جهود الجمهوريين والديمقراطيين من أجل التوصل إلى حلول لهذه الأزمة. عسى أن تخرج الولايات المتحدة من هذه الأيام العصيبة وقد باتت أقوى من السابق، وأن تستأنف دورها القيادي الذي يجعل منها مصدر إلهام في المجتمع الدولي.
وتفضلوا بقبول أصدق المشاعر،
خلف أحمد الحبتور